مدى الهندي
  • عني

  • المدونة

  • خدمة الإرشاد الكتابي

  • ملف الأعمال

  • تواصل معي

  • عني

  • المدونة

  • خدمة الإرشاد الكتابي

  • ملف الأعمال

  • تواصل معي

الخوف من الكتابة

تجثم الكتابة على صدري فيتباطأ نفسي، وتثقل أنفاسي، أفر منها إلا أنها تتشبث بي.
وكلما حاولت نزعها مني لأنشغل بغيرها وجدت غيرها يزيد من ضغطها عليّ فلا أرتاح ولا أريح.
ربما تطالبني الكتابة بنسخة مني كُنتها ثم ماتت أو لم أعد أنا إياها. إلا أن الكتابة عندي تحب الماضي وتبكي عليه فهي مصابة بالغرور والنستلوجيا وتكثر من عتابي إن لم أمنحها نفسي وإن عرضت عليها جزءاً مني رفضت ولم ترض بالقليل.
إما كلي وإما أن تجثم على صدري.
لذلك صرت أخاف من الكتابة فهي تحولت من فعل أمارسه هواية إلى فعل أمارسه مرغمة.
هذا الفعل الذي كنت أتماهى معه في فترات من حياتي لكني فقدت هذه القدرة.
فقدتها في اللحظة التي اعترفت بوجودها، كأن الكتابة عندي كالشبح ما إن تعترف برؤيته حتى يصير شيئاً مرئياً لا شبحاً. فلما قلت عن نفسي: كاتبة
لم أعد أكتب.
بل صرت مصابة بداء الخوف من الكتابة.
هذا الداء الأبدي الذي لا يمكن الانفكاك عنه فإما أن تكتب أو تمرض لأنك لم تستطع أن تكتب.
أما خيار أن تتوقف، فهو أشبه باختيار الانتحار أو بتر يديي وفقئ عيني.
شيء وحشي لا يمكن لي العيش معه.
وفي كل مرة أخلص إلى خيار التوقف عن الكتابة كمهنة أرتاح
ثم أدخل في رعب الصفحة الفارغة والمدونة الفارغة.
ومصيبة الجيب الخالي.
فقلمي رأس مالي. وكم هو صعب أن يكون رأس مالك شيء يتحكم بك ولا تتحكم به.
كنت أظن بكتابتي عن الشعور سأتخلص منه، ولعلها أي الكتابة تشفق عليّ فتنزاح عني قليلاً لألتقط أنفاسي. لكنها زادت من جثومها حتى أكاد أتقيأ الحروف لعلها لعلها تزول ولكنها لا تزول.
ولا أعرف حلاً لمشكلتي.. فقد حُكم عليّ بالأشغال الشاقة للأبد لأني اخترت الكتابة.

مدى الهندي

شارك بتعليقك إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

© 2025 مدى الهندي | بتقنية قالب مهارتي