مدى الهندي
  • عني

  • المدونة

  • خدمة الإرشاد الكتابي

  • ملف الأعمال

  • تواصل معي

  • عني

  • المدونة

  • خدمة الإرشاد الكتابي

  • ملف الأعمال

  • تواصل معي

يوميات الكتابة (١): اليوميات طريقة لفهم الكتابة

يوميات الكتابة (١): اليوميات طريقة لفهم الكتابة

منذ ٢٠١٦م وأنا عالقة.

عالقة مع فكرة لا تهدأ ولا تكتمل..

فكرة مطاطية متغيرة ومتقبلة لأي جديد يطرأ عليّ، ورغم تبدلاتها الكثيرة حتى تكاد لا تشبه نفسها إلا أنها ما تزال تلح عليّ لأكتبها.

وحتى اللحظة لم أستطع ذلك.

بثثت لصديقات الكتابة همي، فقلن لي: حاولي كتابة جزء منها واستنطقيه لعلك ترسمين بالكتابة ملامحها.

لكنني لم أستطع البدء، وكدت أستسلم وأتركها حبيسة تطبيق الملاحظات كما فعلت في سنواتي الماضية.

لكنها على غير العادة، تبدو عازمة على الخروج، إذ صرت أشعر بها تنخر عقلي، تتسلل إلى أفكاري، وتظهر أمامي.

في اتصال آخر مع ضحى الهاشمي (إحدى صديقات الكتابة) قلت لها: لا أستطيع، حتى الفكرة التي اقترحتموها عليّ غير ممكنة.

سألتني: لماذا لا تستطيعين؟

قلت لها: لا أعرف كيف أبدأ؟

أجابتني: بالعادة كيف تبدئين الكتابة؟ ما الشيء الذي يساعدك على ذلك؟ هل تشعرين بالحاجة إلى قراءة شيء عن خطوات كتابة القصة أو الرواية مثلاً؟

رددت حينها: لا أعرف.

أسئلة ضحى أصابتني بالهلع، لأنني لم أعرف الإجابة عنها رغم تجاربي الكتابية السابقة التي تضمن لي حسب ظني معرفة الجواب. لكن كان كل ما أعرفه عن نفسي أنني كتبت.

 لكن كيف كتبت؟ كيف بدأت؟ لا أعرف.

هناك خرافة تقول: أن كل خلايا الإنسان تتبدل كل سبع سنوات ولذلك قد ينسى الإنسان بعض الأشياء من حياته لأنها لم تعد في ذاكرته.

من جهتي أول مرة كتبت فيها رواية (وآخر مرة) كانت قبل عشرة أعوام، أي أنني تبدلت منذ ذلك الوقت مرة وأنا في طريقي للتبدل الثاني.

وهذا يعني أن الخرافة تنطبق عليّ، ونسياني لطريقتي في الكتابة طبيعي.

هدأت من روعي وقررت تعلم كتابة الرواية من الصفر، وتجاهل تجاربي السابقة.

في اليوم التالي لاتخاذ القراء وشراء دورة عن كتابة الرواية.

انشغلت بترتيب المكتبة، فوقعت بين يدي دفاتري القديمة،

ووسط غرفة المكتب

تذكرت

نفسي الكاتبة.

٣-٢-٢٠١٥م

شعرت بالحزن، كلما وصلت لشيء قوبلت بالرفض، تحت عبارة مكرر!

خطرت على بالي قصة ليافا

لكنهم قالوا: يافا مكررة

توجهت نحو الدوايمة مجدداً لعلي أصل.

الكتابة عن النكبة تحدي.

تعبت.

٤-٣-٢٠١٥م

كتبت عن المنشية يافا

لست راضية عنها

هذا ما خرج معي!

ما زلت أعاني من سردي السريع

ربما سأكتب عن الدوايمة!

٨-٣-٢٠١٥م

سعيدة!

خرجت من دائرة اللجوء، عدت للقدس التي أعرفها

كتبت الفكرة والبداية، الحمدلله جيدة جداً.

أنا هنا!

١-١٢-٢٠٢٠م

يعتقد الروائي حنيف قريشي أن الذي يجعله ينتج أفضل أعماله صفة اللامبالاة، ويقصد بها أن لا يكون مهموماً بالأفكار الإبداعية ويدفعها للظهور بل يتركها ويسلم زمام الأمر لعقله الباطن، يصف جون بورك كاتب السيناريو هذه العملية بعملية الدخول إلى الغابة.

أقول: أعجبني هذا التفسير، وهذا ما يحصل معي حين أستدعي عقلي للكتابة ينتج أسوأ النصوص ويبقى عالقاً، وتتعاضد يدي مع عقلي فترفض الكتابة؛ لكن حين أتركه يفكر ويربط الأمور ببعضها يزورني إلهامه في لحظة يختارها وأنطلق.

هذا هو سري.. التفكير والربط والصمت.

التهمت يومياتي صفحة تلو صفحة، بدأت أتذكر ما تعنيه الكتابة بالنسبة لي؟ وكيف كنت أكتب؟ ومن أي شيء أنطلق.

ساعدتني اليوميات التي ربما كتبتها يوماً للتفريغ أو لطرد شبح الكتابة الجاثم على صدري، ولم أتخيل وقتها أنها ستكون وسيلتي لأتذكر وأعود للكتابة.

بعدما أغلقت الدفاتر وراسلت ضحى شاكرة، فهمت عدة أشياء.

فهمت أولاً: لماذا تحولت بعض يوميات الكتاب إلى مادة للنشر؛ لأن اليوميات هي الجانب الخفي من حياة الكاتب، ومعمله الشخصي لإبراز أفكاره وهمومه وطرائقه.
وهذا الجانب هو ما يسترشد به الكُتاب الجدد ويتعلمون منه ويأنسون به.
وثانياً: أدركت أهمية اليوميات في توثيق التجارب، وقراءة نمونا وتغيرنا.
وأخيراً وببساطة فهمت أهميتها للكاتب: أن تذكره بطريقته في الكتابة
فالكتابة وإن كانت تعتمد على الموهبة والعمل إلا أن تكرار فعل الكتابة صعب خاصة الكتابة الروائية، والشيء الوحيد الذي سيذكرنا بالبدايات أن نكتب عنها.

أما عني فقد تعلمت ثلاثة أشياء عن نفسي الكاتبة من خلال يومياتي:

الأول: أن أعود لكتابة اليوميات مظهرة بذلك جديتي في الالتزام بالكتابة.

والثاني: أنني أبدأ دائماً من الفكرة والبحث لأكتب، ومن ثم أجرب الكتابة لأستقر على فكرة.

والثالث: أن أفضل طريقة لأكتب هي الانشغال بفكرة الكتابة لا التفكير في النص الذي سأكتبه.

هذه بداية أولى لسلسلة طويلة إن شاء الله.

في التدوينات اللاحقة من سلسلة يوميات الكتابة لن أتحدث عن أهمية اليوميات، سأكتب يومياتي.

ماذا عنك عزيزي القارئ (الكاتب أفترض)، هل جربت كتابة اليوميات؟ وهل ساعدك ذلك؟

مدى الهندي

شارك بتعليقك إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

© 2025 مدى الهندي | بتقنية قالب مهارتي